[سياسياً كشفت مصادر أمريكية النقاب عن أن المفاوضات المباشرة التي جرت مؤخراً بين واشنطن وطهران تصب في خانة التمهيد لخطة أعدتها بعض أجنحة الإدارة الأمريكية للخروج من العراق وكبديل عن خطة الحسم العسكري.
ونقلت وكالة الأخبار العراقية "واع" عن المصادر أن حجم المأزق الأمريكي في العراق دفع الإدارة الأمريكية إلي إعداد أكثر من خطة ، إلا أن (خطة ب) تشهد منذ عدة أشهر عملية تسويق هادئة تحظي بقبول جهات عسكرية وسياسية على أعلى المستويات الأمريكية.
وتدعو الخطة ،التي أُعدت بعد خطة بيكر - هاميلتون، إلى اعتماد ما يسمى بـ(الخيار الشيعي) في العراق وإطلاق يد الشيعة في حكم البلد وإدارته وتسليمهم زمام كل الأمور ، وتزعم الخطة "ب" أنها انطلقت من قراءة ميدانية عسكرية وأمنية مفادها أن المصالحة الوطنية في العراق مستحيلة وأن الانسحاب الأمريكي (أو حتى إعادة الانتشار) سيقود حتماً إلي توسيع الحرب الأهلية ودخول البلاد في دوامة صراع دموي طويل الأمد لا يستطيع الأمريكيون حتى لو بقَوْا في العراق حسمه .
وتطالب الخطة بوضوح بأن يقف الأمريكيون مع الطرف الأقوى والتخلي عن حيادهم والانضمام إلي الفريق الشيعي ضد الفريق السني وإرغام الأخير على الرضوخ للمعادلة الجديدة كأقلية تحكمها أكثرية ، ويزعم الفريق المروج لهذه الخطة بأنها أسرع وسيلة لفرض الاستقرار وحسم الحرب الداخلية في العراق ، واقترحت مصادر في الإدارة الأمريكية ضرورة اعتماد حل الدولتين في العراق ، أي الاكتفاء بإقامة دولة كردية ودولة شيعية وتخيير السنة بين العيش في واحدة من هاتين الدولتين أو ترحيلهم عن العراق وتهجيرهم على أيدي الشيعة أو الأكراد.
وتؤكد المعلومات أن بعض الجهات النافذة في الكونجرس قد تلقت قبل أسابيع تفاصيل هذه (الخطة ب) التي حملت اسمًا جديدًا هو (حل الـ80%) أي الحل الذي يخلي العراق للشيعة والأكراد ويحقق ما يصفه البعض بـ(الانتصار القذر) للأمريكيين عبر غض الطرف عن تصفية السنة وإبادتهم وتهجيرهم أو المساهمة في ذلك.
ويذكر المطلعون على هذه الخطة أن بعض المروجين لها يتحدثون عن تكرار أمريكي لما حصل تجاه الشيعة إثر انتفاضة 1991 في الجنوب عندما تخلى الأمريكيون عن دعم الشيعة بعد تأليبهم للانتفاضة ضد صدام حسين وترك الأخير يتولى الانتقام منهم، ويجمع الخبراء على أن عودة الزعيم الشيعي مقتدي الصدر من إيران عكست بدورها توافقاً مع الأمريكيين، مثلها مثل لجوء المجلس الأعلى للثورة الإسلامية إلي تغيير
اسمة